المشي والتكلم أثناء النوم عند الأطفال

لا يعتبر المشي والتكلم أثناء النوم عند الأطفال على أنه مرض لابد والعلاج منه، ولكنه يعتبر أمر عادي ومنتشر بين الأطفال عندما يكونوا في عمرٍ ما بين 4 سنوات إلى ثمانية، ويصل إلى ذروته عند اثني عشر عام ،ويقل المشي عندما يكبر الطفل، ويسود عند الذكور أكثر منه عند الإناث، لعلك لاحظت/ي على طفلك المشي والتكلم أثناء النوم، بل ويمكنك التحدث معه وأن تسأله وهو سيجبك وكأنه مستيقظ.

وأثناء المشي تكون عيناه مفتوحتين ومجهدتان، ولكنه غير واعي لوجودكم حوله، يرى لكي لا يصطدم في الأشياء من حوله، ويمكنه أيضاً فتح الأبواب والتنقل من غرفة إلى أخرى بل والخروج من المنزل، وهذا يكون خطر عليه جداً لاسيما في الشوارع الممتلئة بحركة السيارات، أو تعرضه للأذى، أو السقوط على الدرج.

المشي والتكلم أثناء النوم عند الأطفال

الاحتياطات الواجب إتخاذها مع الطفل الذي يعاني من المشي والتكلم أثناء النوم

يعتبر المشي والتحدث أثناء النوم عند الأطفال أمر عادياً ويزول مع الوقت، فلا داعي للقلق حيال ذلك، ولا بد أن نقوم بأخذ هذه الاحتياطات تجنباً لوقوع أذى يلحق بالطفل:

  • قفل الأبواب جيداً ما قبل النوم.
  • إغلاق باب المطبخ، وإبعاد الأدوت الحادة من الواجهة لكي لا يستخدم أحداها؛ فيؤذي نفسه، أو من حوله، وهذه تكون في حالة متطورة من المشي أثناء النوم، سيصبح فيه قادراً على القفز والتسلق واستخدام الأدوات، وتكون هذه الحالة الأخطر.
  • قفل الشبابيك والأبواب المطلة على الشارع، لكي لا يتمكن الطفل من الخروج خارج البيت، أو حتى القفز أو أذية نفسه بهذه الطريقة.
  • مراقبة الطفل بشكل جيد ولمدة معقولة خلال مرحلة نومه.
  • يمكننا أيضاً أن نقفل على الطفل باب غرفته عند النوم، حتى لا يخرج ويصل إلى أماكن خطرة، مثل: المطبخ أو الخروج خارج المنزل.
  • عادة لا يكون اضطراب التكلم أثناء النوم مداعاة لأخذ احتياطات؛ إلا لو كان يصدر أصوات مزعجةً بشكل كبير، أو صراخ أو لحظات غضب، أوبكاء شديد.
  • عندما يتواجد بالبيت سرير ذو طابقين، يجب عليك أن تنقل مكان نوم الطفل، من الأعلى إلى السرير الأرضي، حتى لا يتعرض للخطر.

كم نسبة انتشار اضطراب المشي والتكلم أثناء النوم عند الأطفال؟

هذا الاضطراب يصيب الأطفال بشكل خاص، بحيث أنه يتعرض لهذا الاضراب ما يقرب من 17% من الأطفال، وفقاً لموقع PMC الامريكي، ألا إن نسبة الانتشار هذه لا بأس بها، فهو شائع نوعاً ما، فمن بين كل 100 طفل تجد 17 منهم يعاني من السير والتكلم أثناء النوم.

وعادة ما يكون هذا مصحوباً بإضطرابات السلوك الأخرى عند النوم، بالاضافة للمشي والكلام، مثل: الضغط على الأسنان وفركهم مما يصدر صوتاً مزعجاً عند النوم (طحن الأسنان)، ورعب النوم وهي حالات الفزع والخوف التي تسيطر على الطفل من جراء الكوابيس المزعجة، وتسبب له الأرق في بعض الأحيان.

كيف نتصرف مع طفل لديه اضطراب المشي والتحدث أثناء النوم؟

عندما تتفاجئ ليلاً برؤيته يمشي أثناء نومه، ليس عليك الصراخ في وجهه أو محاولة إيقاظه، فهذا سلوك خاطئ ومؤذي جداً للطفل، إذن فعليك أن تقوده بهدوء ممسكاً يده وتذهب به إلى مكان نومه، وتجعله ينام وتقوم بتغطئته، والجلوس قليلاً بجاوره؛ حتى تتأكد من أنه هدأ وسكن وعاد للنوم من جديد.

لا يجب عليك أن تخبره عندما يستيقظ لماذا تمشي أثناء النوم ؟ أو لماذا تتكلم؟ لأنه حقاً يكون غير واعي لما يفعله أثناء نومه، فلا تحرجه وتستهزء به، وأوصي أخوته الذين يعلمون ذلك بعدم الإستهزاء به أو إخباره؛ لأن ذلك سوف يؤثر عليه سلباً، ويفقده الثقة في شخصيته ويجعله يشعر بعيب أو نقص بداخله، أي أنه شخص لا يستطيع التحكم في تصرفاته.

حاول أن تبحث معه عن ما يخيفه من شخص أو فعل، أو ما يزعجه أو يسبب له الضغوطات النفسية خلال يومه، من يتنمر عليه؟ أو يستهزئ به؟ ابحث عن هذه الأسباب التي تؤدي لاضطراب نومه، وقم بمساعدته على حلها، يجب عليك أن تشعره بالحب والإهتمام والأمان، وتستمع له حتى في أبسط المشكلات لديه، ولا تقم بتعنيفه لا لفظاً، ولا فعلاً؛ حتى وإن قام بتصرف خاطئ خلال يومه، قم بتهذيبه بالطرق الصحيحة والصحية.

متى يحدث اضطراب السير والتحدث أثناء النوم ؟

اضطراب المشي والتكلم أثناء النوم نوعان رئيسيان، وهما: الاضطراب الأولي: الذي عادة ما يكون سببه وراثيا، والاضطراب الثانوي: الذي يكون سببه اضطربات نفسية يعاني منها الطفل، ويحدث هذا الاضطراب في مراحل النوم العميق، بحيث يكون الطفل غير مدرك أبداً لما حوله، ويكون عقله غائب عن الوعي، ومن الصعب أن تقوم بإيقاظه أو التحدث معه في تلك المرحلة من النوم العميق.

ومن الصعب خلال هذه المرحلة أن يتذكر الطفل أي فكرة عما حصل معه، سواءاً من مشي، أو تحدث أثناء اليل، فستراه مستغرباً جداً من حديثك الذي تسأله فيه: لماذا قلت كذا وما مشكلتك مع فلان الذي تحدثت عنها أثناء النوم البارحة.

وسيتغرب كيف عرفت أنت بذلك، لأنه هو لم يخبرك بأن لديه مشكلة مع أحد، فهو بالفعل لا يكذب أنه لا يعلم حقاً في تلك اللحظة ماذا فعل، سواءاً كان يمشي أو يتكلم فهو نائم في أعمق مراحل النوم، ولذلك نقول لك لا تحاول محاسبته وإحراجه بل تعامل معه بتفهم ولطف.

ما هي الأفعال التي يمكن أن يقوم بها الطفل أثناء النوم وما هي مدتها ومتى تبدأ؟

جميع الأفعال التي يجيدها الطفل ويخزنها في عقله الباطن اللاوعي، والتي لا تحتاج منه لتفكير للقيام بها، هو قادر على القيام بها مهما كانت، من تحدث، أو مشي، أو حتى أن يتبول في أماكن غير مخصصة لذلك، أو يلبس ملابسه، أو يخلعها، ويلبس جواربه وحذائه، أو أن يصفف شعره، وتحدث هذه الحالة خلال الساعات الأولى للنوم عادة، فيمكن للآباء مراقبة أبنائهم خلال هذه الساعة أن أحسوا بخطر على طفلهم، ويستغرق المشي عادة 15 دقيقة فقط وذلك في أقصى حالاتها، ولا تستمر أكثر من ذلك.

أسباب المشي والتكلم أثناء النوم عند الأطفال

  • وفقاً للعديد من الأبحاث أثبتت أن الوراثة تعلب دوراً بارزاً في هذا الاضطراب، أي أن فرداً من عائلته من ناحية أبيه أو أمه كان يعاني من نفس الاضطراب، مع العلم أنه لا يصنف كمرض ويصنف كأنه عرض ويزول مع الوقت عندما يكبر الطفل.
  • عدم وجود الجو المناسب والمهيأ لنوم الطفل.
  • الضغوطات النفسية التي يعاني منها الطفل خلال يومه.
  • الخوف والتوتر الذي يعاني منها الطفل، وعدم شعوره بالأمان.
  • عدم شعوره بالاهتمام من قبل والديه وعدم اهتمامهم لمشاكله، وعدم مساعدته لحلها فلم يعد يلجئ الطفل لهم لمساعدته، بل يخاف منهم، ويخاف ومن معرفتهم بهذه المشاكل، حتى تصبح هاجساً له يتحدث بها ليلاً.

متى يتوجب عليك/ي التوجه للطبيب؟

عندما يتجاوز المشي والتكلم أثناء النوم الحد الطبيعي والمعقول، وعند تجاوز الاحتياطات العادية التي قمت باتخاذها، ويصبح هذا الاضطراب يعرض حياة الطفل إلى الخطر، وذلك عندما يقوم بفتح الأبواب، والقفز من الشباك أو الشرفة، وأذية نفسه بالأدوات الحادة أو الزجاجية وهو نائم.

فلا بد منك أن تتوجهين إلى الطبيب، الذي سوف يجري له رسم تخطيطي للمخ؛ حتى يعرف كهرباء الدماغ طبيعية أم لا، وهناك بعض الأدوية التي يقوم الطبيب بوصفها لك؛ التي تقلل من عمق النوم؛ فكما تعلمون أنه كلما كان النوم أعمق، كلما كان هناك فرصة أكبر لظهور هذا الاضطراب.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى